السبت، 12 أكتوبر 2019

منهجية الكتابة الفلسفية: مفاهيم أساسية (تعاريف إجرائية)






مفاهيم أساسية (تعاريف إجرائية)                                                                           ذ اسماعيل فائز

الإشكال: قضية تساؤلية تنطلق مما هو جوهري في الموضوع. هدفه إحداث لتقابل وإحراج بين طرفين "موقفين". والهدف من هذا التقابل هو معالجة مختلف الإجابات الممكنة.
الأشكلة : عملية صياغة حقل استفهامي يتضمن أكثر من أطروحة . أو هي الحركة التي تكشف عن المشكل الفلسفي في نص ما، كما تكشف عن رهاناته.
المفارقة: تناقض ظاهري بين قضيتين مدعومتين بالحجج.
الكلمة: لفظ له دلالة لغوية وأخرى اصطلاحية (متفق عليها). تنقسم إلى ثلاث: حرف – فعل – اسم.
المصطلح: لفظ ذو دلالة متفق عليها من طرف دارسي مجال ما. (مثال مصطلح القوة في الفيزياء- مصطلح الصلاة في الإسلام).
المفهوم : لفظ ينقله الفيلسوف من مجال اللغة الطبيعة العادية إلى مجال اللغة الفلسفية. يتميز ب : "التجريد، اختلاف معناه من فيلسوف إلى آخر، الطابع الإشكالي الذي يحمله في ثناياه.
المفهمة : تحديد الدلالة الفلسفية لمفهوم ما في سياقه، وفي علاقته بمفاهيم أخرى(داخل النص).
الحجاج : (المحاججة) خطاب استدلالي إقناعي هدفه التأثير على المخاطب وإقناعه بصواب أو بطلان موقف ما باعتماد مسوغات ومبررات وأدلة وحجج منطقية عقلية (تسلسل الأفكار - استنتاج – عرض – اعتراض – قياس – البرهان بالخلف...) أو بلاغية ( تأكيد - نفي - تشبيه - تمثيل - مقارنة - مقابلة - مجاز...).
الحجة : استدلال موجه لتشريع(إثبات) أو دحض (تفنيد) قضية معينة.
البرهان : استدلال غير مباشر ينطلق من مقدمات (يقينية) لبلوغ نتيجة ضرورية ومنطقية.
البرهنة : عملية استدلالية (صورية ) هدفها إثبات الإرتباط الضروري بين المقدمات والنتائج.
أنواع الحجاج :
حجاج استقرائي : أمثلة – وقائع تاريخية – شهادات حية...يتم الانطلاق هنا مما هو خاص لبلوغ ماهو عام.
حجاج استنباطي : الانطلاق من العام نحو الخاص.
البرهان : البرهان والبرهان بالخلف.
حجاج بلاغي : المجاز – التشبيه – الإستعارة...
الأطروحة : جواب فلسفي محدد حول قضية معينة، إنها جواب عن إشكال صريح أو مضمر. ونجد الأطروحة : مهيمنة داخل النص- يعبر عنها من خلال مفاهيم فلسفية – تستند إلى عميلة حجاجية لإثبات مصداقيتها أو تفنيد أطروحة مضادة.
أهم الروابط والأساليب اللغوية والمنطقية :
روابط الوصل : (واو العطف، واو المعية..) - روابط الفصل : (إما، أو، أم) – روابط النفي (لا، ليس، لم، لن...).


روابط الاستنتاج : إذن، وعليه، هكذا،ومنه، ومن ثمة، وبناء على ذلك، وبالتالي، وتأسيسا على هذا...
روابط المقابلة : في مقابل ذلك، على العكس من ذلك، من جهة أخرى، مقارنة ب، خلافا لذلك، في منحى مغاير...
روابط الشرط والتشارط : "إذا كان...،فإن..." "إن...، ف..." " كلما...كلما..." " لو...،..."...
روابط السببية : لأن، بسبب أن، يرجع إلى، يعزى إلى،  والسبب في ذلك، مرده إلى...
رابط الإستدراك : لكن، بل.
العلاقات المنطقية :
العلاقة السببية : العلاقة الضرورية القائمة بين السبب والنتيجة.
مؤشراتها اللغوية:  لأن، بسبب أن، يرجع إلى، يعزى إلى،  والسبب في ذلك، مرده إلى...
العلاقة الاسنتاجية : العلاقة الضرورية القائمة بين المقدمات والنتائج.
مؤشراتها اللغوية: إذن، وعليه، هكذا،ومنه، ومن ثمة، وبناء على ذلك، وبالتالي، وتأسيسا على هذا...
العلاقة الشرطية : العلاقة الضرورية القائمة بين الشرط والمشروط (جواب الشرط).
مؤشراتها اللغوية: "إذا كان...،فإن..." "إن...، ف..." " كلما...كلما..." " لو...،..."...
البرهان :
البرهان : استدلال غير مباشر ينطلق من مقدمات (يقينية) لبلوغ نتيجة ضرورية ومنطقية.
مثلا : 1- كل كائن حي يتنفس - الإنسان كائن حي 3- النتيجة : إذن الإنسان يتنفس.
البرهان بالخلف : استدلال غير مباشر نعمل فيه على إثبات القضية من خلال إثبات استحالة نقيضها (إثبات بطلان نقيضها).
مثلا لإثبات أن القضية " أ تخالف ب" قضية صادقة نبرهن على أن القضية "أ تساوي ب" كاذبة.
الحجاج :
التأكيد : يتخذ شكلان. أ) التكرار لدفع المتلقي إلى التخلي عن معارضة الأطروحة. ب) تقديم الفكرة بشكل يجعلها تبدو يقينية. والمؤشرات اللغوية الدالة على ذلك منها : من البديهي – مما لا شك فيه – من المؤكد – من الواضح – إن – لا يختلف إثنان حول...- السؤال الإستنكاري (الذي لا تتم الإجابة عنه)...الخ.
التفسير والعرض : عملية نقل الفكرة من المستوى المعقد إلى المستوى المبسط، لشرحها وتوضيحها للقارئ.
المؤشرات اللغوية : نقطتا التفسير، أي ، يعني ، بمعنى ، بتعبير آخر، بعبارة أوضح، بشكل أكثر وضوحا...الخ.
التعريف : التحديد ورسم حدود ومجال الموضوع المراد تعريفه وتمييزه عن غيره، وكذا بيان خصائصه الاساسية.
المؤشرات اللغوية : هو – هي – يمكن تحديد – يمكن تعريف – يحيل – يدل ...الخ.



الإستعارة : مماثلة حذف أحد طرفيها، أو شكل من أشكال التشبيه حذفت فيه أداة التشبيه، وتحقق التطابق بين المشبه والمشبه به. ولها وظيفتان : 1) سد النقص الذي قد يعتري عملية الإستدلال المنطقية. 2) تقريب المفهوم المجرد من الواقع المعيش.
مثلا : استعارة الكهف عند أفلاطون.
المثال : وسيلة لنقل الأفكار المجردة إلى مجال المحسوس، إنه يحيل على حالة خاصة تضفي على التجريد الفلسفي صيغة الواقعية. ويؤدي داخل النص ثلاث وظائف : التأكيد - النفي (الإعتراض)- الشرح (التوضيح).
المؤشرات اللغوية : مثل، مثلا، وكمثال على ذلك، على سبيل المثال...الخ.
المماثلة : عملية إبراز أوجه التشابه بين طرفين أو مجالين أو أكثر قصد جعل الطرف المجهول معلوما من خلال الطرف المعلوم.
الادوات اللغوية : الكاف (ك)، مثلما، كذلك، كما...الخ.
الأمثولة : استعارة تتخذ شكل ضرب المثل، أو عقد مماثلة بين ماهو واقعي وماهو متخيل لتقريب المعنى المجرد في تشبيه حسي.
التشبيه : أسلوب بلاغي يدل على مشاركة أمر لأمر آخر في صفة واضحة (تشبيه شخص ما بالأسد لمشاركته في القوة). وإذا كانت هذه الصفة تتسم بالوضوح في التشبيه، فإنها قد لا تكون كذلك في المثال (ولذلك قد يحتاج المثال إلى تأويل).
المقارنة : عملية إبراز أوجه الاختلاف والتوافق بين طرفين (قضيتين أو مفهومين..). بغية بيان مزايا كل منهما، أو لتمييزهما عن بعضهما البعض. وتؤدي وظائف : الربط – الفصل – التمييز – النقد .
الادوات اللغوية : تختلف، تتميز، مقارنة ب...الخ.
المقابلة : عملية إبراز أوجه التضاد (جزئي) أو التناقض (تضاد كلي) أو التداخل (أي توقف معرفة أحدهما على الآخر ) بينأو قضيتين (أو مفهومين ).
الادوات اللغوية : في مقابل، على النقيض، على خلاف، على العكس من ذلك، من جهة أخرى، بالموازاة مع، في المنحى نفسه، في اتجاه مماثل...الخ.
الحجة المستندة إلى السلطة (الاستشهاد) : يدل على أسلوب الإقناع الذي يقوم على النهل (= الأخذ) من مرجعيات خارج بنية النص ذاته. وهو حجاج يستند إلى أشخاص ذوي "سلطة معرفية".











الكتابة الفلسفية :
الإنشاء الفلسفي المدرسي: كتابة مقالية يتم من خلالها بناء الموضوع. وهو عمل شخصي عقلاني ونقدي. يتكون من مقدمة وعرض وخاتمة.
المقدمة : للمقدمة أهمية خاصة في الموضوع نظرا لما لها من وظائف.
أ- الوظيفة السيكولوجية : إذ المقدمة هي ذلك اللقاء الأول بين القارى (المصحح) والكاتب (التلميذ)، وبالتالي يفترض منها أن تترك لدى القارئ انطباعا إيجابيا عن الموضوع لتحفيزه على متابعة القراءة.
ب- الوظيفة المنهجية : تعلن المقدمة عن الموضوع، وتثير الإشكالات التي سوف تتم معالجتها في باقي مراحل الموضوع.
التمهيد : مدخل إلى الموضوع، وأول أجزاء المقدمة. وظيفة التمهيد هي تبرير وإعطاء المشروعية لإثارة إشكالية ما.
كيف أنجز تمهيدا للموضوع :
- الانطلاق من مثال أو واقعة تاريخية، مع ربطها بالإشكال.
- تحديد المفهوم الأساس، وإبراز التناقضات المتضمنة فيه، في علاقتها بالإشكال.
- الإنطلاق من التمهيد التاريخي (أي إبراز أهمية المفهوم داخل تاريخ الفلسفة).
- الإنطلاق من المفارقات التي يتضمنها الموضوع (النص – القولة – السؤال).
المناقشة الداخلية :
كيف أنجز النقد  الداخلي للأطروحة (بعض المداخل) :
- مقاربة الأطروحة من حيث واقعيتها، أو طابعها المثالي المجرد.
- التطرق للأطروحة من زاوية علمية (هل الادلة العلمية تدعمها أم تفندها؟)
- النظر إلى الأطروحة من زاوية تاريخية (هل تؤيدها الوقائع التاريخية أم تكذبها؟)
- استحضار الجانب الأخلاقي للأطروحة، ومدى دفاعها عن قيم أخلاقية إيجابية أو سلبية.
- الإشارة إلى قوة أو ضعف الحجاج الذي وظفه الفيلسوف لبناء موقفه.


0 التعليقات

إرسال تعليق

    Faiz Ismail. يتم التشغيل بواسطة Blogger.