السبت، 28 يناير 2017

دعوة للقراءة ""الشيخ و المريد"



دعوة للقراءة 

 ما استخلصته من خلال قراءتي لكتاب الأنثروبولوجي المغربي عبد الله حمودي المعنون ب "الشيخ و المريد"(و بشكل مقتضب) هو أن السلطوية التي تسم أنظمتنا السياسية (و التي تتجلى في رفض التحكيم العمومي و احتكار القرار السياسي...) ليست "ماهية" تسم تلك الأنظمة فقط، بقدر ما هي خطاطة ثقافية ( أو لنقل بمفاهيم فوكو إنها علاقات قوى تخترق الجسم الإجتماعي ككل) تسربت من مجال التنظيمات الطرقية أو الزوايا ( الشيخ أو الولي/ المريد) إلى المجال السياسي ( الحاكم الشيخ/ الرعايا المريدون )، و هي حاضرة أيضا داخل فضاء الأسرة ( الأباء/ الأبناء - الأب/الأم) و المجتمع ( الرجل/المرأة) و الأحزاب ( الزعيم أو القائد/ الأعضاء ) و العمل...و تكرس تلك العلاقات السلطوية "أخلاقيات" التقرب و الهبة و الخدمة، و تعتبرها آليات للنجاح و الترقي الإجتماعي، و هي بذلك تضرب عرض الحائط معايير الإجتهاد الذاتي و الكفاءة... لذلك فإن النقد لا ينبغي أن يقتصر على الأنظمة السلطوية فقط، و إنما ينبغي أن يشمل كذلك الأساس الذي تنبني عليه هذه العلاقات السلطوية. و إلا فإن تغيير أشكال الأنظمة العربية الحاكمة ( إشتراكية - علمانية - إسلامية - ملكية - جمهورية ...)، لن يغير جوهرها(التسلط و الإستبداد)...
 (الكتاب يستحق القراءة والتامل بغية فهم النسق السلطوي...)

    Faiz Ismail. يتم التشغيل بواسطة Blogger.