بعض مما علق في الذاكرة من خلال قراءة "جمهورية النبي" ل" عبد الرزاق الجبران" المفكر العراقي.
في مؤلفه جمهورية النبي ينتقد عبد الرزاق الجبران إسلام الكهنوت و المعبد (بتعبير الجبران) ، يهدم بعنف جمهورية الفقهاء ليبني بقوة – بعبارة أندريه جيد - جمهورية النبي. فمرحبا بكم ههنا, في هذا اللا إنتماء- بتعبير كولن ولسن- حيث لا تسأل عن بطاقة تعريفك الوطنية و لا الدينية و لا القومية.
كل ما سعى إليه صاحبنا هو تحرير الإسلام و الإنسان من ثقل الطقوس و الرموز ، ليفسح له فضاء أرحبا لا يؤمن بالفرقة الناجية و لا بالردة و لا بالكفر و لا بالذمي و لا الجواري…بل يعتقد بمركزية الإنسان من حيث إنه إنسان و كفى. بالمحبة و الحرية و العدالة و الخير... يكرس الكاتب نفسه للدفاع عن القيم الإنسانية الكونية، يتجاوز خطوط الطول و العرض و الغروب و الشروق ليعانق الإنسان أنى و متى كان و يكون.
يبرز الجبران أيضا أن الإنسان لا يتحمل المسؤولية كاملة عن " اللامعنى" الذي يغطي الحياة، فالإنسان ليس حرا مريدا كما قال سارتر، بل إن الصدفة و الوجود يدليان بدلوهما، يوجهاننا أحيانا نحو اتجاهات تتناقض مع اختياراتنا.و هنا يبرز الكاتب الطابع اللامنطقي للحياة، و يحيل إلى علي بن أبي طالب و باسكال و كيركيجارد و ياسبرز ، كما يوضح أن التيه الذي سار فيه الإنسان مرده لعدم التميييز بين الحياة ( العيش) و الوجود. فالأولى بلا معنى و عدمية وبلا حقيقة نتخبط فيها خبط عشواء، والثاني يفسح لنا الباب للطهرانية و لنتوضأ بقلوبنا...
11-01-2014