الاثنين، 30 يناير 2017

"هل قرأنا القرآن؟ أم على قلوب أقفالها"



كتاب "هل قرأنا القرآن؟ أم على قلوب أقفالها" للمفكر والانثروبولوجي التونسي يوسف الصديق.

 أهمية وجدة كتاب : "هل قرأنا القرآن؟ أم على قلوب أقفالها ". للمفكر يوسف الصديق لا تنبع،ربما، من الإجابات التي يقدمها، بقدر ما تكمن في التساؤلات والإشكالات التي يثيرها، والتي ترتبط بكيفية جمع القرآن، و بالحصار الذي ضربته المؤسسة التفسيرية الرسمية (بتعبيره) على محاولات إعادة قراءة القرآن، و كيفية ترسيخ جملة من الآليات والتقنيات التفسيرية (الناسخ والمنسوخ- أسباب النزول...)،التي استبعدت التفكير العقلاني، وركزت الإهتمام حول الجانب البلاغي، و أقصت البعد الأنثروبولوجي (مثلا في القصص القرآني)، كما أهملت التأثير الإغريقي في الثقافة الإسلامية، و الذي حاول الكاتب (بحكم تحصصه الفلسفي والأنثروبولوجي) تسليط الضوء عليه. كما يتطرق المؤلف إلى الصراعات الإيديولوجية والقبلية التي أسهمت في إنتاج الخطاب الديني عند المسلمين. ويثير المفكر كذلك قضية العلاقة بين الخطاب الشفاهي والمكتوب، ليبرز انتصار هذا الأخير على الأول، وهو ما تجسد فعلا في عصر التدوين.

 ويمكن اختزال أطروحة المؤلف في الدعوة إلى إعادة قراءة القرآن على أسس معاصرة، تسثمر مقاربات ومناهج ونتائج العلوم الإنسانية، و تحاول الإنفلات من أغلال المؤسسة التفسيرية الرسمية، و من قيود التراث، التي سيجت فهمنا بجملة من المقولات والقواعد والمفاهيم، وحولتها إلى أصنام و تماثيل، على الرغم من كونها نتاج عمل بشري محكوم بشروط ذاتية وموضوعية. حتى صار من الممكن القول إنه كلما كثرت تلاوة القرآن، كلما قلت قراءته!

 يضم الكتاب مقدمة وتصديرا وخاتمة، و أربعة فصول (الأول بعنوان "أوهام في القراءة"، والثاني عنونه ب " أن يطاح بالتفسير فتحل القراءة"، والثالث اتخذ له عنوان "الفطرة المؤسسة"،أما الرابع فعنونه ب "منسيات". )

0 التعليقات

إرسال تعليق

    Faiz Ismail. يتم التشغيل بواسطة Blogger.